تضامن الشركات العالمية مع المثليين الجنسيين ذكاء ام غباء تسويقي؟
دائماً نري الشركات والماركات العالمية تتراجع في قراراتها فوراً بمجرد اعتراض جمهورهم او عُملائهم وفي بعض الاحيان يعتذرون بجانب التراجع حسب شدة الموقف او ردود الافعال ليتماشى كل شئ على ما يرام حسب رغبة الجمهور.
منذ سنوات بدأت شركات ومشاهير باعلان دعمهم مع المثليين الجنسيين وبشكل او بأخر كان الموضوع في إطار محدود ولكن لاحظ الجميع مؤخراً بإنضمام عدد كبير من الشركات العالمية الي الدعم واعلان تضامنهم مع المثليين سواء إعلان على صفحات التواصل الاجتماعي او على المواقع الرسمية للشركة مثل
BMW, Mercedes-Benz, Linkedin, Semiens, Vodafone
وغيرهم من عشرات او مئات الشركات العالمية.
يظهر الموضوع بشكل عادي ظاهراً وكان من المتوقع ان يكون الهجوم فقط من منطقة الشرق الاوسط والمجتمعات المحافظة, ولكن حدث العكس وتنافر الكثير من الجمهور من المجتمع الغربي وحتى الامريكي.
على سبيل المثال
بعد تغيير Mercedes-Benz صورتهم الشخصية على صفحتهم على فيسبوك في أمريكا الذي تدعو للدعم, اثار غضب الكثير من المتابعين بارقام أكثر من المؤيدين بشكل ملحوظ.
وبرغم الهجوم على فودافون ايطاليا بعد اعلانهم للتضامن في ٢٠١٩ الا انهم قرروا نفس التضامن في ٢٠٢٠ وايضاً تلقوا هجوم آخر
كان من غير المتوقع ان يتم الهجوم بهذا الشكل من المجتمع الغربي نفسة وهناك عشرات الاثباتات لذلك, اما عن المجتمع العربي والمجتمعات المحافظة الاخرى فكان الرد أشد حِده كما هو متوقع لان الحدث لا يخالف فقط فكرهم ولكن يخالف ايضاً معتقداتهم الدينية.
بعض الشركات تضامنت من اماكن جغرافية محددة على سبيل المثال في دولة غريبة معينة والبعض تضامنو بشكل عالمي مثل “لينكدإن” وهو أكبر موقع تواصل اجتماعي خاص بالاعمال, بعد تغيير شعار الموقع, هاجمهم الكثير من المستخدمين ورجال الاعمال العرب وإعطاء “لينكدإن” مهلة محددة لتراجعهم وبالفعل قد غيروا الشعار خلال أيام رغم انهم كانو يَنوُن بقاءة لمدة شهر كما ذكرو في رد على احد التعليقات على متجر جوجل
رغم ردود الفعل ضد الشركات الا ان إصرارهم أمر غريب وضد اي مبدأ بيزنس وخاصة التسويق
فأبسط مبادئ التسويق عدم استخدام اساليب تخالف فكر الجمهور كما في العادي, الشركات العالمية تغير محتوى الدعاية من بلد لأخرى حتى لا يحدث تضارب مع فكر أو ثقافة الجمهور في منطقة معينة, أي تتماشى الدعاية دائماً مع ثقافة الجمهور خاصة اذا كانت لها علاقة بفكر عقائدي او ديني.
الشركات الصينية ودعمها للمثليين
عادة لا تعبر الشركات الصينية عن اي رأي سياسي او إجتماعي لا يخص مستخدميها طالما انه امر ليس ضروري وخاصة اذا كان سيتلقي ردود هجومية و من المعروف لدي السياسة الصينية هي اتباع كل ماهو ممكن لزيادة انتاجياتهم والحفاظ على ثقة الدول والجمهور في منتجاتهم وعدم اتباع اي سياسات او افكار تخالف معتقدات جمهور منتجاتهم او خدماتهم على عكس ما تفعله الشركات الغربية.
بالرغم من اشتعال واستمرار حرب تكنولوجيا الجيل الخامس بين الصين والغرب ومن اهم اسلحة هذه الحرب هي كسب اكبر عدد من الدول والحكومات وكذلك الشعوب لاستخدام منتجاتهم خاصة الخاصة بالجيل الخامس والتي ستحدد مصير القوى الاقتصادية والسياسية الحقيقة في العالم لصاحب التكنولوجيا والمبيعات الاعلى.